sayedahmed14 @sayedahmed313_

أُراجع حساباتي ؛ علاقاتي ؛ ارتباطي مع مولاي الحسين عليه السلام ! أهل حقّا أنا محبّ للإمام ؟ أعشقه كما أدّعي ؟ أخدمه بشوقٍ ولهفة ؟ إذاً أين الحسين في حياتي و خصوصاً بعد أشهر الحزن ؟ لا أراه في سلوكي وتعاملي وعبادتي ! لا أنه غائب و كيف يغيب .. بل أنا غيّبته و حذفته من أولوياتي .

كل إنسانٍ يحتاج للخلوة .. فيبحث عن ذاته .. يرى له زاويةً هادئة في هذه الدنيا المليئة بالضجيج والعجيج .. يبحث عن نسيمٍ خفيف في وسط العاصفة .. عن نور رباني بين الأضواء الشديدة ، عن كهف ، عن غار حراء ! يجلس ذليلاً كالعبيد و يناجي ربه : إلهي ما زلتُ أنا أنا .. فمتى تصطنعني لنفسك !

كما أشتاقُ للشهادة .. وأنتظرها كل يوم بل كل لحظة و أقول لها دوماً : تعالي وخذيني مضرجاً بدمائي ، مقطعاً أعضائي ! كذلك أتلهّف للفتح ؛ للنصر ؛ لرفع راية "جاء الحقّ و زهق الباطل" على يد المخلّص المنتقم صاحب العصر ؛ أتشوق لرؤية ابتسامة المولى وأتباعه ! إذاً إنه لجهاد نصر أو استشهاد .

أتسائل أحياناً : لو كان أمير المؤمنين علي عليه السلام حاضرٌ بيننا في هذا الزمان ؟ يرى و يسمع ما يجري من ظلمٍ للأمةِ الإسلاميّة وسفكٍ لدماء أحرارها وهتكٍ لمقدّساتها ! هل سيكتفي بالإستنكار من بعيد؟ أم بالاعتراض و بقوة؟ أم يساند بما هو متاح؟ أم يسكت؟ أم يدعوا للمواجهة؟ أم ماذا !!

قال موسى (ع):يا رب أخبرني عن آية رضاك فأوحى الله:إذا رأيت نفسك تحب المساكين وتبغض الجبارين فذلك آية رضاي. إشارة: إختبر نفسك لتعلم أن الله راض عنك أم لا و لا تطمئن نفسك بأنك متعاطف جزئياً مع المظلومين و تكره الظالمين ؛بل يجب أن تصل لمرحلة أعلى ف"تحب" المستضعفين و"تبغض" المستكبرين.

من يلوم حماس على "طوفان الأقصى" له الجواب و باختصارٍ شديد : الكل خذَل فلسطين !! نعم الجميع !! المشكلة ليست في توقيت الخروج بل كما قال السيد القائد أن قيامهم من الألطاف الإلهية. ولكن الضمير الميت لا يُعول عليه ؛ و لا أظن أن السنوار والضيف احتملا هذا الخذلان الشديد و إلا لما ....!

غزة غارقة في الدماء ! و الأمّة غارقةٌ في أعماقِ التخاذل والبُأس ، كلٌّ يلوم الآخر ويرفع التهمة عن نفسِه ، الشعوبُ لا تتحرّك إما إطاعةً لملوكهَا أو خَوفاً منْها ! العلماء لا يحرّكون ساكناً لحفظ أنفُسهم و قليلٌ من يكتفي بكلمةٍ هنا أو خطبة هناك . أنا الذي أكتب ألوم الكل وأنسى نفسي !

عن أمير المؤمنين عليه السلام: تَزُولُ اَلْجِبَالُ وَ لاَ تَزُلْ عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ أَعِرِ اَللَّهَ جُمْجُمَتَكَ تِدْ فِي اَلْأَرْضِ قَدَمَكَ اِرْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى اَلْقَوْمِ وَ غُضَّ بَصَرَكَ وَ اِعلَم أَنَّ اَلنَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ. نهج البلاغة خطبة ١١

في كل حرب : الطرف الفائز هو من يستطيع أن يمنح حركاته القتالية الهجومية والدفاعية ، وكذلك السياسية ، معنى ضمن لوحة استراتيجية كبرى ! حتى الآن، تعثّرت الخطة الاستراتيجية للكيان .. بعد إعادة تفعيل الدفاع الجوي الإيراني ونجاحها وبعد ضربات ايران على إسرائيل ! العبرة في النهاية .

الحروب تُشن لتحقيق أهداف استراتيجية، وتقاس نتائجها بمدى تحقيق هذه الأهداف ! وهدف العدو : القضاء على القدرة النووية. ومهما دمرت و اغتالت فلا ننسى أن أمريكا في حرب فيتنام توفقت في كل المعارك لكنها خسرت الحرب، لأنها لم تستطع توجيه انتصاراتها نحو هدف استراتيجي محدد. العبرة بالنهاية !

لتذكيرك أيها السني المحايد : ما يجري للجمهورية الإسلامية من تحشيدٍ وتحريض من المنافقين والمستكبرين ، و من استباحة دماء الأطفال وقتل النساء وتدمير البيوت ، ثمنٌ لدفاعها عن القدس ، عن غزة ، عن الضفة ، عن المسلمين السنة في فلسطين وباقي الدول التي ستأتيها الدور إن سكتت عن إسرائيل !

لتذكيرك أيها الشيعي المحايد : ما يجري على الجمهورية الإسلامية من حصارٍ من الغرب والعرب و من ضربات وهجمات من اليهود وأعوانهم .. كل ذلك ثمن تشيعها ، دفاعها عن المقدسات ، إبعادها لأجندة الإستكبار "داعش والتكفيريين" من المشاهد الشريفة لم يتحمل العدو أن يرى توسع أعوان الغدير وعزّتهم !

حادثة الغدير ليست رواية تاريخية وقصة عقائدية عابرة لنسمعا ونمر عليها مرور الكرام ونقرأها ونعتز بها بإمرة الإمام . هذه معظلة البقاء في الماضي وعدم التأسّي للحاضر ! تبليغ الحاضر للغايب يعني أن الغدير منظومة واسعة عميقة نستمد منها ديننا وبها نعرف من نتولى وممن نتبرّأ "بالأمس واليوم"

مساء العاشر ؛صلى الحسين وحيداً وعبد ربه ذليلا "العبادة والدعاء" صباح العاشر ؛خطط ورتب عسكره ووزع قادته "التكتيك العسكري" ظهر العاشر ؛حارب وقاتل وشدّد وبدّد "المقاومة والحماسة" عصر العاشر ؛بكى على الأكبر وصاح للقاسم وانكسر للعباس "العاطفة" هذه منهجية المعركة فلا تقتصر على أحدهم !

لماذا عندما تسرد الماضي من سيرة المعصومين ؛ تنظّر بفخر لانتصاراتهم في المعارك رغم الفارق المادي والتفوق العسكري للأعداء . و تتحدت بيقينٍ عن نشر الدعوة الإسلامية رغم قلة الإمكانيات عندنا وصعوبة القابليات عندهم . و لكن عندما تصل للحاضر تحلّل بالحساباتِ المادية البحتة ؛ فأين الأسوة؟

لا فائدةَ من أن تعتمدَ اعتماداً تاماً على الوعود الإلهيّة و تؤمنَ إيماناً مطلقاً بالغيب و تتوكلَ توكلاً كاملاً على الله سبحانه وتعالى ؛ من دون حركة واضحةٍ وجهودٍ نافعة ! كذلك لا جدوى من العكس فتتحرك دون توكل ؛ و تلتفت للماديات غافلاً عن الغيبيات ! فاسع للجمع بينهما تفلح وتنجح.

قد يستشهد قائدٌ ويرحل الآخر . قد يتقاعس جندي وينحرف الآخر . قد تنتصر في مرحلة وتُهزم في الأخرى . قد تَضربُ كما تريد فتُضرب كما لا تريد . في كل هذه الحالات ، في رخاء كنتَ أو شدّات ، ما دمتَ عبداً لرب الخلق ؛ و في طريق الحق ؛ ولم يكن عليك غضب منه عز وجل .. فلا تبالي والنصر لك !

أتفهّم من يقول : لنا قائدٌ حكيم شجاع نثقُ به ويدير المعركة ؛ فيطمئن نفسه وغيره . بل وهذا هو المطلوب في هذه المرحلة الصعبة ، أن نثق بالمرجعية ونلتف حول القيادة . و لكن لا ننسى أن فوق هذا الولي ؛ قائدٌ أعظم يقود الحركة وهو صاحب الزمان ! و الأهم أن فوقَهما رب الأرباب ومسبب الأسباب .

في معركةِ الحقّ والباطلْ لا حياد .. إما أن تكون مع الحق ؛ مع من يدافع عن المقدسات ؛ وينصر المستضعفين ؛ ويوالي المعصومين (ع) و إما أن تكون مع الباطل ؛ مع أشد الناس عداوةً للذين آمنوا "اليهود" ؛ مع أعداء الله . لا تقف على التل !

إلهي أنْقذْني مِن نَفسي ..!